فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وبُني فعل {ينصرون} إلى المجهو ل ليعم نفي كل ناصر مع إيجاز العبارة.
والاستثناء بقوله: {إلا من رحم الله} وقع عقب جملتي {لا يغني مولى عن مولى شيئًا ولا هم ينصرون} فحُق بأن يرجع إلى ما يَصلح للاستثناء منه في تينك الجملتين.
و لنا في الجملتين ثلاثة ألفاظ تصلح لأن يستثنى منها وهي {مولى} الأول المرفوع بفعل {يغني}، و{مولى} الثاني المجرورُ بحرف {عن}، وضميرُ {و لا هم ينصرون}، فالاستثناء بالنسبة إلى الثلاثة استثناء متصل، أي إلا من رحمه الله من الموالي، أي فإنه يأذن أن يُشْفَع فيه، ويأذَن للشافع بأن يَشْفَعَ كما قال تعالى: {و لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذِن له} [سبإ: 23] وقال: {و لا يَشْفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28].
وفي حديث الشفاعة أنه يقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم «سَلْ تُعْطَه واشفَعْ تُشَفَّع».
والشفاعة: إغناء عن المشفوع فيه.
والشفعاء يومئذٍ أولياء للمؤمنين فإن من الشفعاء الملائكَة وقد حكى الله عنهم قولهم للمؤمنين {نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة} [فصلت: 31].
وقيل هو استثناء منقطع لأن من رحمه الله ليس داخلًا في شيء قبله مما يدل على أهل المحشر، والمعنى: لكن من رحمه الله لا يحتاج إلى من يُغني عنه أو ينصره وهذا قول الكسائي والفراء.
وأسباب رحمة الله كثيرة مرجعها إلى رضاه عن عبده وذلك سِر يعلمه الله.
وجملة {إنه هو العزيز الرحيم} استئناف بياني هو جواب مجمل عن سؤال سائل عن تعيين من رحمهُ الله، أي أن الله عزيز لا يُكرهه أحد على العدو ل عن مراده، فهو يرحم من يَرحمه بمحض مشيئته وهو رحيم، أي واسع الرحمة لمن يشاء من عباده على وفق ما جرى به علمه وحكمته ووعدُه.
وفي الحديث: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
{إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43)}.
لما ذكر الله فريقًا مرحومين على وجه الإجمال قابله هنا بفريق معذَّبون وهم المشركون، ووصف بعض أصناف عذابهم وهو مأكلهم وإهانتهم وتحريقهم، فكان مقتضى الظاهر أن يبتدأ الكلام بالإخبار عنهم بأنهم يأكلون شجرة الزقوم كما قال في سورة الواقعة (51، 52) {ثم إنكم أيها الضالّون المكذّبون لاكلون من شجرٍ من زقومٍ} الآية، فعُدل عن ذلك إلى الإخبار عن شجرة الزقوم بأنها طعام الأثيم اهتمامًا بالإعلام بحال هذه الشجرة.
وقد جُعلت شجرة الزقوم شيئًا معلومًا للسامعين فأخبر عنها بطريق تعريف الإضافة لأنها سبق ذكرها في سورة الواقعة التي نزلت قبل سورة الدخان فإن الواقعة عدت السادسة والأربعين في عداد نزول السور وسورة الدخان ثالثة وستين.
ومعنى كون الشجرة طعامًا أن ثمرها طعام، كما قال تعالى: {طَلعُها كأنه رءوس الشيئاطين فإنَّهم لاكلون منها} [الصافات: 65، 66].
وكتبت كلمة {شجرت} في المصاحف بتاء مفتوحة مراعاة لحالة الوصل وكان الشائع في رسم أواخر الكلم أن تراعى فيه حالة الوقف، فهذا مما جاء على خلاف الأصل.
و {الأثيم}: الكثير الاثام كما دلت عليه زنة فَعيل.
والمراد به: المشركون المذكورون في قوله: {إنّ هؤلاء ليَقولون إن هي إلاّ موتتنا الأولى} [الدخان: 34، 35]، فهذا من الإظهار في مقام الإضمار لقصد الإيماء إلى أن المهم بالشرك مع سبب معاملتهم هذه.
وتقدم الكلام على شجرة الزقوم في سورة الصافات (62) عند قوله تعالى: {أذَلك خَيْرٌ نُزُلًا أم شجرة الزقوم} والمُهل بضم الميم دُرْدِيُّ الزيت.
والتشبيه به في سواد لونه وقيل في ذوبانه.
و {الحميم}: الماء الشديد الحرارة الذي انتهى غليانه، وتقدم عند قوله تعالى: {لهم شرابٌ من حميم} في سورة الأنعام (70).
و وجه الشبه هو هيئة غليانه.
وقرأ الجمهور {تغلي} بالتاء الفوقية على أن الضمير لـ: {شجرة الزقوم}.
وإسناد الغليان إلى الشجَرَةِ مجاز وإنما الذي يغلي ثمرها.
وقرأه ابن كثير وحفص بالتحتية على رجوع الضمير إلى الطعام لا إلى المُهل.
والغليان: شدة تأثر الشيء بحرارة النار يقال: غلي الماء وغلت القدر، قال النابغة:
يسير بها النعمان تغلي قدوره

وجملة {خذوه} الخ مقول لقول محذوف دلّ عليه السياق، أي يقال لملائكة العذاب: خذوه، والضمير المفرد عائد إلى الأثيم باعتبار احاد جنسه.
والعَتْلُ: القوْد بعنف وهو أن يؤخذ بتلبيب أحد فيقاد إلى سجن أو عذاب، وماضيه جاء بضم العين وكسرها.
وقرأه بالضم نافع وابن كثير وابن عامر.
وقرأه الباقون بكسر التاء.
وسَواء الشيء: وسطه وهو أشد المكان حرارة.
وقوله: {إلى سواء الجحيم} يتنازعه في التعلق كلٌّ من فعلي {خذوه فاعتلوه} لتضمنهما: سوقوه سوقًا عنيفًا.
و {ثم} للتراخي الرتبي لأن صب الحميم على رأسه أشد عليه من أخذه وعتله.
والصبّ: إفراغ الشيء المظروف من الظرف وفعل الصّبّ لا يتعدى إلى العذاب لأن العذاب أمر معنوي لا يصب.
فالصب مستعار للتقوية والإسراع فهو تمثيلية اقتضاها ترويع الأثيم حين سمعها، فلما كان المحكي هنا القول الذي يسمعه الأثيم صيغ بطريقة التمثيلية تهويلًا، بخلاف قوله: {يُصَبّ من فوق رءوسهم الحميم} [الحج: 19] الذي هو إخبار عنهم في زمن هم غير سامعيه فلم يؤت بمثل هذه الاستعارة إذ لا مقتضى لها.
وجملة {ذق إنك أنت العزيز الكريم} مقول قول آخر محذوف تقديره: قولوا له أو يقال له.
والذوق مستعار للإحساس وصيغة الأمر مستعملة في الإهانة.
وقوله: {إنك أنت العزيز الكريم} خبر مستعمل في التهكم بعلاقة الضدّية.
والمقصود عكس مدلو له، أي أنت الذليل المهان، والتأكيد للمعنى التهكمي.
وقرأه الجمهور بكسر همزة {إنك}.
وقرأه الكسائي بفتحها على تقدير لام التعليل وضمير المخاطب المنفصل في قوله: {أنت} تأكيد للضمير المتصل في {إنك} ولا يؤكد ضمير النصب المتصل إلا بضمير رفع منفصل.
وجملة {إن هذا ما كنتم به تمترون} بقية القول المحذوف، أي ويقال للاثمين جميعًا: إن هذا ما كنتم به تمترون في الدنيا.
والخبر مستعمل في التنديم والتوبيخ واسم الإشارة مشار به إلى الحالة الحاضرة لديهم، أي هذا العذاب والجزاء هو ما كنتم تكذبون به في الدنيا.
والامتراء: الشك، وأطلق الامتراء على جزيتهم بنفي يقينهم بانتفاء البعث لأن يقينهم لما كان خليًا عن دلائل العلم كان بمنزلة الشك، أي أن البعث هو بحيث لا ينبغي أن يوقن بنفيه على نحو ما قرر في قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} [البقرة: 2]. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

قال الشنقيطي:
قوله تعالى: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}، هذه الآية الكريمة يتوهم من ظاهرها ثبوت العزة والكرم لأهل النار مع أن الآيات القرآنية مصرحة بخلاف ذلك كقوله: {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَآخرين} أي صاغرين أذلاء.
وكقوله: {و لهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}، وقوله هنا: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ}.
والجواب- أنها نزلت في أبي جهل لما قال: أيوعدني محمد صلى الله عليه وسلم وليس بين جبليها أعز ولا أكرم مني فلما عذبه الله بكفره قال له ذق إنك أنت العزيز الكريم في زعمك الكاذب بل أنت المهان الخسيس الحقير فهذا التقريع نوع من أنواع العذاب. اهـ.

.تفسير الآيات (51- 59):

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمنين (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الأولى ووقاهم عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هو الفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما وصف سبحانه ما للمبالغ في المساوئ وأفرده أولا إشارة إلى قليل في قوم هذا النبي الكرمي الذي تداركهم الله بدعوته تشريفًا له وإعلاء لمقداره، وجمع اخرًا ذاكرًا من اثار ما استحق به ذلك من مشاركة في أوزاره، ففهم أن وصفه انقضى، ومر ومضى، فتاقت النفس إلى تعرف ما لأضداده الذين خالفوه في مبدئه ومعاده، قال مؤكدًا لما لهم من التكذيب: {إن المتقين} أي العريقين في هذا الوصف {في مقام} أي موضع إقامة لا يريد الحال فيه تحو لا عنه {أمين} أي يأمن صاحبه فيه من كل ما لا يعجبه.
ولما كان الوصف بعد الوصف شديد الترغيب في الشيء، قال مبدلًا من {مقام}: {في جنات} أي بساتين تقصر العقول عن إدراك وصفها كل وصفها {وعيون} كذلك بحيث تقر بها العيون، ولما كان قد أشار إلى وصف ما للباطن من لذة النظر ولباس الأكل والشرب، أتبعه كسوة الظاهر وما لكل من القرب فقال: {يلبسون}.
ولما وصف ما أعد لهم من اللبس في الجنة، دل على الكثرة جدًّا بقوله: {من سندس} وهو ما رق من الحرير يعمل وجوهًا، وزاد صنفًا آخر فقال: {وإستبرق} وهو ما غلظ منه يعمل بطائن، وسمي بذلك لشدة بريقه.
ولما كان وصف الأثماء بما لهم من القبض الشاغل لكل منهم عن نفسه وغيره بعد ما تقدم في الزخرف في آية الأخلاء ما أعلم بكونهم مدابرين وصف أضدادهم بما لهم من البسط مع الاجتماع فقال: {متقابلين} أي ليس منهم أحد يدابر الآخر لا حسًا ولا معنى، وود أن كلًا منهم يقابل الآخر ناظرًا إليه، فإذا أرادوا النساء حالت الستور بينهم.
ولما كان هذا أمرًا يبهر العقل، فلا يكاد يتصوره، قال مؤكدًا له: {كذلك} أي الأمر كما ذكرنا سواء لا مرية فيه.
ولما كان ذلك لا يتم السرور به إلا بالأزواج قال: {وزوجناهم} أي قرناهم كما تقرن الأزواج، وليس المراد به العقد لأنه فعل متعد بنفسه وهو لا يكون في الجنة لأن فائدته الحل، والجنة ليست بدار كلفة من تحليل أوتحريم، وذكر مظهر العظمة تنبيهًا على كمال الشرف {بحور} أي على حسب التوزيع بجواري بيض حسان نقيات الثياب {عين} أي واسعات الأعين.
ولما كان الإنسان في الدنيا يخشى كلفة النفقات، وصف ما هنالك من سعة الخيرات فقال: {يدعون} أي يطلبون طلبًا هو بغاية المسرة {فيها بكل} لا يمتنع عليهم صنف من الأصناف ببعد مكان ولا فقد أوان، ولا غير ذلك من الشأن، وقال: {فاكهة} إيذانًا بأن ذلك مع سعته ليس فيها شيء لإقامة البينة وإنما هو للفتكه ومجرد التلذذ.
ولما كان التوسع في التلذذ يخشى منه غوائل جمة قال: {آمنين} أي وهم في غاية الأمن من كل مخوف.
ولما ذكر الأمان، وكان أخوف ما يخاف أهل الدنيا الموت، قال: {لا يذوقون فيها} أي الجنة {الموت} أي لا يتجدد لهم أوائل استطعامه فكيف بما وراء ذلك.
ولما كان المراد نفي ذلك على وجه يحصل معه القطع بالأمن على أعلى الوجوه، وكان الاستثناء معيار العموم، وكان من المعلوم أن ما كان في الدنيا من ذوق الموت الذي هو معنى من المعاني قد استحال عوده، قال معللًا معلقًا على هذا المحال: {إلا الموتة} ولما كان المعنى مع إسناد الذوق إليه لا يلبس لأن ما قبل نفخ الروح ليس مذوقًا، عبر بقوله: {الأولى} وقد أفهم التقييد بالظرف أن النار يذاق فيها الموت، والوصف بالأولى أن المذوق موتة ثانية، فكان كأنه قيل: لكن غير المتقين ممن كان عاصيًا فيدخل النار فيذوق فيها موتة أخرى- كما جاء في الأحاديث الصحيحة، ويجوز أن يجعل وصف المتقين أعم من الراسخين وغيرهم، فيكون الحكم على المجموع، أي أن الكل لا يذوقون، وبعضهم- وهم من أراد الله من العصاة- يذوقونه في غيرها وهو النار، ويجوز أن تكون الموتة الأولى كانت في الجنة المجازية فلا يكون تعليقًا بمحال، وذلك أن المتقي لم يزل فيها في الدنيا مجازًا بما له من التسبب وبما سبق من حكم الله له بها، قال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع، قيل: وما خرفة الجنة؟ قال: جناها» «وإذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» وكذا المحكوم له بما هو فيها عند الموت وبعده بما له من التمتع بالنظر ونحوه من الأكل للشهداء وغير ذلك مما ورد في الأخبار الصحيحة، ومن ذلك ما رواه البخاري عن أنس- رضى الله عنه- أن عمه النضر- رضى الله عنه- قال يوم أحد: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني لأجد ريحها من دون أحد، ثم قاتل حتى قتل.
ثم يكون تمام ذلك النعيم بالجنة بعد البعث، قال ابن برجان: الدنيا إذا تحققت في حق المؤمن المتقي وتتبع النظر فيها فإنها جنة صغرى لتو ليه سبحانه إياهم فيها وقربه منهم ونظره إليهم وذكرهم له وعبادتهم إياه وشغلهم به وهو معهم أينما كانوا.
ولما كان السياق للمتقين قال: {ووقاهم} أي جملة المتقين في جزاء ما اتقوه {عذاب الجحيم} أي التي تقدم إصلاء الأثيم لها، وأما غير المتقين من العصاة فيدخل الله من أراد منهم النار فيعذر كلًا منهم على قدر ذنوبه ثم يميتهم فيها ويستمرون إلى أن يأذن الله في الشفاعة فيهم فيخرجهم ثم يحييهم بما يرش عليهم أهل الجنة من ماء الحياة، روى الإمام أحمد في مسنده ومسلم في الإيمان من صحيحه وابن حبان في الشفاعة من سننه والدرامي في صفة الجنة والنار من سننه المشهور بالمسند، وابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي سعيد الخدري- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أهل النار الذين هم أهلها»- وقال الدارمي: الذين هم للنار- «فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس منكم أصابتهم النار بذنوبهم»،- أوقال: «بخطاياهم- فأماتهم الله إماتة»، وقال الإمام أحمد: «فيميتهم إماتة»، وقال الدرامي: «فإن النار تصيبهم على قدر ذنوبهم فيحرقون فيها حتى إذا كانوا فحمًا أذن في الشفاعة فجيء بهم» وقال الدرامي: «فيخرجون من النار ضبائر ضبائر فنبتوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم، فينبتون»، وقال الدرامي «فتنبت لحومهم نبات الحبة في حميل السيل».
الضبائر قال عبد الغافر الفارسي في مجمع الرغائب: جمع ضبارة مثل عمارة عمائر: جماعات الناس، وروى أبويعلى عن أنس- رضى الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل ناس في النار حتى إذا صاروا فحمًا أدخلوا الجنة، فيقول أهل الجنة: من هؤلاء؟، فيقال: هؤلاء الجهنميون»، ولاحمد بن منيع عن أبي سعيد الخدري- رضى الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «يوضع الصراط» فذكر شفاعة المؤمنين في إخوانهم بعد جواز الصراط وإذن الله لهم في إخراجهم، قال: «فيخرجونهم منها فيطرحونهم في ماء الحياة فينبتون نبات الزرع في غثاء السيل»، ولابن أبي عمر عن عبيد بن عمير- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج الله قومًا من النار بعد ما امتحشوا فيها وصاروا فحمًا فيلقون في نهر على باب الجنة يسمى نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل- أوكما تنبت الثعارير- فيدخلون الجنة، فيقال: هؤلاء عتقاء الرحمن» الثعارير- بالثاء المثلثة والعين والراء المهملتين: نبات كالهليون، وروى الترمذي- وقال: حسن صحيح- وروي من غير وجه عن جابر- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: